تقارير اقتصادية

ماذا تعرف عن أهم شريان للطاقة في العالم الذي تهدد إيران بإغلاقه

تُجري إيران تقييمًا جادًا لإمكانية إغلاق مضيق هرمز، وفقًا لما أفادت به هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRINN)، نقلًا عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني. يأتي هذا التطور في خضم تصاعد التوترات الإقليمية بعد العملية العسكرية الإيرانية الأخيرة ضد أهداف للكيان الصهيوني.

أكد كوثري على الخيارات المتاحة لإيران للرد، مشيرًا إلى أن “لدينا العديد من الخيارات للرد على العدو، والردود العسكرية ليست سوى جزء من إجراءاتنا”. وأضاف أن إيران ستتخذ “أفضل وأكثر القرارات حسمًا”. يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويُعرف عالميًا بأنه الممر الأكثر حيوية لشحنات النفط.

مضيق هرمز: شريان الطاقة العالمية

تأتي هذه التصريحات في أعقاب إطلاق إيران لعملية “الوعد الصادق 3” العسكرية واسعة النطاق ليلة الجمعة، والتي تضمنت إطلاق مئات الصواريخ الباليستية التي استهدفت الكيان الصهيوني.

يُعد مضيق هرمز نقطة اختناق حيوية، حيث يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب وما بعده. ويظل الممر البحري الوحيد إلى المحيط المفتوح لأكثر من سدس إنتاج النفط العالمي وثلث تجارة الغاز الطبيعي المسال (LNG) العالمية.

جغرافيًا، يقع المضيق بين سلطنة عمان وإيران، ويخدم كبوابة بحرية لدول الخليج بما في ذلك العراق والكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. وفي أضيق نقطة له، يبلغ عرض المضيق 33 كيلومترًا فقط، مع ممرات ملاحية مخصصة بعرض 3 كيلومترات فقط في كل اتجاه.

لماذا يُعد مضيق هرمز عنق زجاجة حرجًا؟

يمر عبر مضيق هرمز بين 17.8  و20.8 مليون برميل من النفط يوميًا، مما يجعله محورًا أساسيًا في إمدادات الطاقة العالمية. وتُصدّر دول أوبك – وهي المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت – الجزء الأكبر من نفطها الخام عبر هذا المسار. بالإضافة إلى ذلك، تُرسل قطر، المصدر الرائد للغاز الطبيعي المسال في العالم، معظم غازها الطبيعي عبر المضيق.

أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في يونيو من العام الماضي أن حوالي 2.6  مليون برميل يوميًا من القدرة غير المستغلة من خطوط أنابيب الإمارات والسعودية الحالية يمكن أن تعمل كطرق تصدير بديلة لتجاوز مضيق هرمز، لكن هذا لا يكفي لتعويض النقص العالمي القادم في امدادات الطاقة في حال تم اغلاق المضيق.

التهديدات السابقة والحالية

تتمتع المنطقة بتاريخ طويل من الصراعات. فخلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، استهدفت كلتا الدولتين شحنات النفط الخاصة بالطرف الآخر. وفي حادثة مأساوية عام 1988، أسقطت الطراد الأمريكي “فينسنس”  طائرة ركاب إيرانية، مما أسفر عن مقتل 290 شخصًا.

تجددت التوترات في عام 2012 عندما هددت إيران بتعطيل الملاحة ردًا على العقوبات الأمريكية والأوروبية التي تهدف إلى حرمان إيران من حقها في إنتاج الطاقة النووية. وعلى الرغم من التهديدات المتكررة على مر السنين بإغلاق المضيق، لم تنفذ إيران أيًا منها قط.

رهانات الطاقة والجغرافيا السياسية

في الوقت الحالي، يتدفق حوالي خمس إجمالي استهلاك النفط العالمي – ما يقرب من 20  مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود – عبر مضيق هرمز. وتتجه الغالبية العظمى من هذه الإمدادات إلى آسيا، مما يجعل أي تعطيل مصدر قلق عالمي.

بينما استثمرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في خطوط أنابيب لتقليل الاعتماد على المضيق، يظل هذا الممر المائي الاستراتيجي لا غنى عنه للخدمات اللوجستية العالمية للطاقة، ويُبرز ورقة إيران القوية في المشهد الجيوسياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

Prove your humanity: 7   +   8   =  

زر الذهاب إلى الأعلى