عدم بيعة الظالمين لاستنهاض الأمة في الخطاب الحسينيّ
زاد المجاهد 4 عناصر استنهاض الأمّة في الخطاب الحسينيّ

البيعة تعني الإقرار بالوراثة السياسيّة في الحكم، مهما كانت صفات الخليفة وقدراته. والبيعة تعني إعطاء الشرعيّة لسلطة بني أميّة؛ ولهذا خرج الإمام الحسين (عليه السلام) على السلطة الأمويّة آنذاك، ورفض البيعة، ليكون هذا الرفضُ عدمَ اعترافٍ بمشروعيّة السلطة، حيث لا مشروعيّة لمنطق الغلبة والواقع المفروض، بناءً على رؤية ترى أنّ مشروعيّة السلطة أقوى من السلطة نفسها، وأنّ أيّة سلطة مهما تغلّبت، لا بدّ لها في نهاية المطاف من أن تخضع لمنظومة من المفاهيم، هي الّتي تمنحها أو تسلبها صفة المشروعيّة؛ ولهذا نجد أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد صرّح عند لقائه بمروان، عند محاولة الأخير تحسين صورة أمر بيعة يزيد في عين الإمام (عليه السلام)، أجابه قائلاً: «عَلَى الْإِسْلَامِ السَّلَامُ إِذْ قَدْ بُلِيَتِ الْأُمَّةُ بِرَاعٍ مِثْلِ يَزِيد…» (1). وصرّح برفضه لبيعة يزيد بقوله (عليه السلام): «ويزيد رجلٌ فاسقٌ، شاربٌ الخمر، قاتلُ النفس المُحرَّمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثلَه، ولكن نصبحُ وتصبحونَ، وننظر وتنظرونَ أيّنا أحقّ بالبيعةِ والخلافة»(2).
____________
المصادر والمراجع
(1): ابن نما الحلّيّ، مثير الأحزان، ص15.
(2): العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج44، ص325.
