بيرق

جهاد تبيين الإمام الحسين في كربلاء

زاد المجاهد 3 جهاد التبيين في نهضة الإمام الحسين (ع)

لقد كانت واقعة كربلاء مثقلةً بكلمات الإمام الحسين (عليه السلام) الّتي ألقى فيها الحجّة على من لقيه من جهة، وعلى أعدائه ممّن وقفوا بوجهه لقتاله من جهة أخرى

أ. قوله (عليه السلام) في خطبته في جيش الحرّ: «فإنْ تمّمتُم عَلَيّ بيعتَكم تُصيبوا رشدَكم، فأنا الحسين بن عليّ (عليه السلام)، وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نَفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم، فَلَكُم فِيَّ أُسوة»(1). فهو بذلك ذكّرهم بهوّيته الّتي لا ينبغي لعاقلٍ أن يُنكر أبعادها.

ب. قوله (عليه السلام) لعُبيد الله بن الحرّ الجعفيّ في الطريق إلى كربلاء: «أَيُّهَا الرجُلُ، إِنَّكَ مُذْنِبٌ خَاطِئٌ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ آخِذُكَ بِمَا أَنْتَ صَانِعٌ إِنْ لَمْ تَتُبْ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي سَاعَتِكَ هَذِهِ فَتَنْصُرَنِي، ويَكُون جَدِّي (صلى الله عليه وآله) شَفِيعكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»، فَقَالَ: يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَاللهِ لَوْ نَصَرْتُكَ لَكُنْتُ أَوَّلَ مَقْتُولٍ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلَكِنْ هَذَا فَرَسِي خُذْهُ إِلَيْكَ… فَأَعْرَضَ عَنْهُ الْحُسَيْنُ (عليه السلام) بِوَجْهِهِ، ثمّ قَالَ: «لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ، وَلَا فِي فَرَسِكَ، ﴿وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدا﴾(2)(3)، وهو بذلك قد حدّد صفة من ينصره ومآل أمره بين يديّ الله.

ج. شهادته (عليه السلام) هو وأهل بيته وأصحابه: فقد كانت شهادته (عليه السلام) هو وأهل بيته وأصحابه أبلغ تبيين لأمّة قد وصلت إلى مستوىً خطير من الجفاء والغفلة، فأيقظها (عليه السلام) في أنّه قدّم روحه وأهله وأطفاله من أجل هدف سامٍ يستحقّ كلّ هذه التضحية، ولأجل ذلك رأينا ثمار ما أقدم عليه في وقت قريب من شهادته، وما زال أثره قائماً حتّى الآن.

____________

المصادر والمراجع

  1. الأزديّ، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزديّ الغامديّ، مقتل الحسين (عليه السلام)، تعليق الحسن الغفاريّ، المطبعة العلميّة، إيران – قمّ، 1398ه، لا.ط، ص86.
  2. سورة الكهف، الآية 51.
  3. الشيخ الصدوق، الأمالي، مصدر سابق، ص219.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أثبت إنسانيتك: 5   +   10   =  

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى