
لم تكن حركة الإمام الحسين (عليه السلام) منذ أوّل انطلاقتها وحتّى شهادته المباركة حركةً صامتة، بل كانت مليئةً بالتوعية والتبيين، ولأجل ذلك نجد الإمام (عليه السلام) قد أكثر من كلماته وخطاباته ومحاوراته مع من حوله من الناس، سواءٌ أكانوا قريبين منه أم أعداءً، واستمرّ في ذلك إلى آخر لحظات حياته المباركة.
ولو قمنا بتتبّع ما تحدّث به (عليه السلام)، أكان في المدينة أو في مكّة أو في كربلاء، لوجدنا أنّ قوام ما كان يذكره على لسانه الشريف هو التبيين. ولم يكن تبيينه عاديّاً، إنّما كان تبييناً بجهاد، وذلك أنّ كلّ كلمة كان ينطق بها (عليه السلام)، كان لها وقع من جهةٍ على من يسمعها، ومن جهةٍ أخرى كانت مصدر خطرٍ عليه؛ لأنّ العدوَّ الّذي يواجهه هو عدوّ شيطانيّ لا يعرف الرحمة البتّة، وإلى هذا يشير الإمام الصادق (عليه السلام) في: «وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ، لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضلالَةِ» (1)، فقد جاهد ليبيّن.
____________
المصادر والمراجع
(1): الطوسيّ، الشيخ محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، تحقيق حسن الموسويّ الخرسان، دار الكتب الإسلاميّة، إيران – طهران، 1407ه، ط4، ج6، ص113.


