ومضات روائية

قتال البغاة

عن ابن المغيرة، عن جعفر، عن أبيه قال: “ذكرت الحرورية عند علي عليه السلام فقال: إنْ خرجوا على إمام عادل أو جماعة فقاتلوهم، وإنْ خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم فإنَّ لهم في ذلك مقالاً“.

نقل عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يأمرنا في كل موطن لقينا فيه عدونا فيقول: “لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم، فإنََّّكم بحمد الله على حجَّة وترككم إياهم حتى يبدأوكم حجَّة أخرى لكم، فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل“.

روى الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن أبي الحسن الثالث عليه السلام انه قال في جواب مسائل يحيى بن أكثم: “وأما قولك: إنَّ علياً عليه السلام قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين، وأجهز على جريحهم، وإنَّه يوم الجمل لم يتبع مولياً، ولم يجز على جريح، ومن ألقى سلاحه آمنه، ومن دخل داره آمنه، فإنَّ أهل الجمل قُتل إمامهم ولم يكن لهم فئة يرجعون إليها وإنَّما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين، ورضوا بالكفِّ عنهم، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكفُّ عن أذاهم إذ لم يطلبوا عليه أعوانا، وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة وإمام يجمع لهم السلاح والدروع والرماح والسيوف ويسني لهم العطاء ويهيئ لهم الأنزال، ويعود مريضهم ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم، ويحمل راجلهم، ويكسو حاسرهم ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم، فلم يساو بين الفريقين في الحكم، لما عرف من الحكم من قتال أهل التوحيد، لكنَّه شرح ذلك لهم، فمن رغب عُرض على السيف أو يتوب عن ذلك“.

عن أبي بكر الحضرمي قال: “سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لسيرة علي (صلوات الله عليه) في أهل البصرة كانت خيراً لشيعته مما طلعت عليه الشمس إنََّّه علم أنَّ للقوم دولة فلو سباهم لسبيت شيعته، قلت: فأخبرني عن القائم عليه السلام يسير بسيرته؟ قال: لا، إنَّ علياً عليه السلام سار فيهم بالمنِّ لما علم من دولتهم، وإنَّ القائم يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لأنَّه لا دولة لهم“.

عن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن مروان بن الحكم قال: “لما هَزَمَنَا عليٌّ عليه السلام بالبصرة ردَّ على الناس أموالهم، من أقام بيّنة أعطاه، ومن لم يقم بيّنة أحلفه“.

في حديث مالك بن أعين قال: حرّض أمير المؤمنين عليه السلام الناس بصفين فقال: ولا تمثلوا بقتيل، واذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً، ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وإنْ شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم“.

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن القائم إذا قام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال عليه السلام: بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يظهر الإسلام، قلت: وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أبطل ما كان في الجاهلية، واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيْدي الناس، ويستقبل بهم العدل“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى