إنّ نصرة المؤمنين بعضهم بعضاً، أفراداً كانوا أم جماعات، له مصاديق متعدّدة، في الجانب الاقتصاديّ والاجتماعيّ والعسكريّ والثقافيّ، ويظهر ذلك في تقديم يد العون والمساعدة والمؤازرة بينهم، من كبير الأمور إلى أبسطها، فتارة ينصر المؤمنُ أخاه في أن يُبعده عن الظلم إذا رآه ظالماً، وتارة يمدّ له يد العون إذا احتاج أو افتقر، وتارة أخرى يدفع عنه كيد المعتدين بالجهاد والقتال في سبيل الله، فكلّ ذلك يدخل في مفهوم النصرة.
وممّا أمر به النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمّته نصرة المظلوم بصرف النظر عن لونه وجنسه، في الرواية عن الإمام الصادق، عن أبيه (عليهما السلام): «أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرهم بسبع، ونهاهم عن سبع؛ أمرهم بعيادة المرضى، واتّباع الجنائز، وإبرار القسم، وتسميت العاطس، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي…»(1).
____________
المصادر والمراجع
(1): الحميريّ القمّيّ، قرب الاسناد، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، إيران – قمّ، 1413ه، ط1، ص71.