ومضات روائية

الخدعة في الحرب

عن إسحاق بن عمار، عن الإمام جعفر الصادق، عن أبيه عليهما السلام، أن علياً عليه السلام كان يقول: “لئن يخطفني الطير أحب إلي من أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم الخندق: الحرب خدعة، ويقول: تكلموا بما أردتم“.

عن عدي بن حاتم وكان مع علي عليه السلام في غزوته: “أنّ علياً عليه السلام قال يوم التقى هو ومعاوية بصفين فرفع بها صوته يُسمع أصحابه: والله لأقتلن معاوية وأصحابه، ثمّ قال في آخر قوله: إنَّ شاء الله، وخفض بها صوته، وكنت منه قريباً، فقلت: يا أمير المؤمنين إنَّك حلفت على ما قلت، ثمّ استثنيت، فما أردت بذلك؟ فقال: إنَّ الحربَ خدعة، وأنا عند المؤمنين غير كذوب، فأردت أن أحرِّض أصحابي عليهم كي لا يفشلوا ولكي يطمعوا فيهم، فافهم فإنَّك تنتفع بها بعد اليوم إنَّ شاء الله، واعلم أنَّ الله عزّ وجلّ قال لموسى عليه السلام حيث أرسله إلى فرعون فاتياه “قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى” وقد علم أنَّه لا يتذكر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى على الذهاب“.

عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن علي عليهم السلام أنَّه قال: “الحرب خدعة إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوالله لأن أخرَّ من السماء أو تخطفني الطير أحبُّ إليَّ من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا حدثتكم عني فإنَّما الحرب خدعة، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلغه أن بني قريظة بعثوا إلى أبي سفيان إذا التقيتم أنتم ومحمد أمددناكم وأعناكم، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فقال: إنَّ بني قريظة بعثوا إلينا إنَّا إذا التقينا نحن وأبو سفيان أمدونا وأعانونا، فبلغ ذلك أبا سفيان فقال: غدرت يهود، فارتحل عنهم“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى