لماذا استهدفت سرايا الأشتر شركة تراك نت؟
يحق للمحللين أن يشحذوا أقلامهم في تحليل هذا الحدث المهم، والذي فاجأ الصديق قبل العدو، وهو التطور النوعي الكبير بتشكيل الطيران المسير، حيث كانت باكورة هذا العمل استهداف شركة تراك نت، وهي الناقل البري للكيان الصهيوني.
فيتبادر إلى الذهن تساؤل مشروع، وهو لماذا استهداف شركة تراك نت؟
هذا الخط يعتبر من الخطوط الذي عمل على إنشائه الرؤساء القدامى للكيان الصهيوني، وقد ذكره شمعون بيريس رئيس الكيان الصهيوني الأسبق في كتابه المعنون بـ الشرق الأوسط الجديد، حيث كان هذا الخط البري جزء من خطة التطبيع الصهيوني مع المطبعين العرب.
ولكن مع بدء طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر برزت تحديات كبرى بالنسبة للكيان الصهيوني، منها تفعيل محور المقاومة المساند للمقاومة الإسلامية في غزة. بدء من لبنان ثم العراق واليمن. حيث كرس اليمن معادلة غير متوقعة لجميع المحللين والمراقبين، وهي إقفال الخط البحري على السفن الإسرائيلي التي تعبر باب المندب عبر بحري العرب والأحمر.
هذا ما سرّع في تفعيل الخطة البديلة عبر الدول المطبعة، لتقليل الخسائر على الكيان الصهيوني، وإيصال البضائع والسلع بشكل آمن لإسرائيل التي تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
وهذا الخط التجاري البري، هو خط استراتيجي لنقل البضائع بتكلفة أقل، ووقت أسرع من الخط البحري الذي ينطوي على مخاطر جمة.
الدول العربية المطبعة التي تشارك الصهاينة، هي دولة الإمارات والسعودية والأردن، ويوجد خط آخر وهو البحرين والسعودية والأردن. وقد زغرد القادة السياسيون للكيان المؤقت لهذا الخط البري الذي جعلهم يتنفسون على أثره الصعداء. كما أجرى الاعلام الصهيوني لقاءات عدة مع سائقي الشاحنات التي توصل البضائع إلى فلسطين المحتلة، فبعضهم كان من الإمارات، والآخرون من دول أخرى، كما تناهى إلى سمعي وجود سواق بحرينيين كذلك.
فالواجب بعد معرفة الخطر المحدق اتخاذ اجراءات ذات مغزى لتوقيف مثل هذا الخط البديل، وتقييد الخناق أكثر على الصهاينة في سبيل مساندة غزة الصامدة.
فقد استهدف هذا الخط سابقاً من المقاومة العراقية الباسلة، كما استولت إيران على سفينة إسرائيلية بالقرب من الإمارات التي كان الغرض منها إيصال المواد اللازمة للصهاينة، فقد دخل على الخط عنصر المفاجئة باستهداف المقاومة الإسلامية في البحرين “سرايا الأشتر” شركة تراك نت، وهي المسؤولة عن هذا الخط البري.
حيث ذهبت إلى أقصى نقطة لهذا الخط البري لإيصال رسالة عاجلة وذات مغزى، يفهمها أصحابها، بجميع دلالاتها وملازماتها.
وهذا ما جرى خلال لحظات بسيطة من إعلان السرايا استهداف الشركة، فبرز الخبراء والمحللين العسكريين بتقيييم الوضع، وطرح التساؤلات، ما يدلل على أن الرسالة وصلت بوضوح.