الأجل

﴿أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾
سورة الأعراف – الآية 34
﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾
سورة يونس – الآية 49
في هاتين الآيتين الكريمتين نلاحظ أن الأجل أضيف إلى الأمة، أي إلى الوجود المجموعي للناس، وليس إلى هذا الفرد أو ذاك بالذات. إذن هناك وراء الأجل المحدود المحتوم لكل إنسان بوصفه فرداً، هناك أجل أخر وميقات أخر للوجود الاجتماعي لهؤلاء الأفراد، وللأمة بوصفها مجتمعاً يُنشئ ما بين أفراده العلاقات والصلات القائمة على أساس مجموعة من الأفكار والمبادئ المسندة بمجموعة من القوى والقابليات، ان هذا المجتمع الذي يعبر عنه القرآن الكريم بالأمة له أجل وله موت وحياة كما أن له حركة. فمثلما نرى أن الفرد يتحرك فيكون حياً ثم يموت، كذلك الأمة تكون حية ثم تموت.
وكما أن موت الفرد يخضع لأجل ولقانون ولناموس. كذلك الأمم أيضاً لها آجالها المضبوطة. ونواميس تحدد لها هذا الأجل. إذن هاتان الآيتان الكريمتان فيهما عطاء واضح للفكرة الكلية. فكرة أن التاريخ له سنن تتحكم به وراء السنن الشخصية التي تتحكم في الأفراد وبهوياتهم الشخصية.
﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾ ﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾
﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَـْٔخِرُونَ﴾
المصدر: التفسير الموضوعي – للشهيد آية الله الشيخ محمد باقر الصدر


