على ضفاف أبي الفضل “ع”
على ضفّتيك النُّهى و الحجا *** و في راحتيك المُنى و الوصولْ
إذا قلتُ : ” لبّيكَ يا سيِّدي ” *** فقلبي وما يعتريني خجولْ
و إن تمتمَ الشعرُ في غفلةٍ *** فقد شاءَ في مُقلتيكَ الذُّهولْ
تباركتَ يا نفحةَ الأوصياء *** و قرّةَ عينٍ لسبط الرسولْ
تباركتَ يا معطيات الوفاءْ *** و يا قطرةَ الغيث عند المُحول
و يا موئل الزهر حيث الندى *** يعانق أفياءها بالهطول
سما رجع ذكرك بين الورى *** كما تُشرقُ الشمسُ بين الفصول
و كنهُك يا سيدي شامخٌ *** وسرُّك تحتارُ فيه العقول
فهل تعذرُ الشعر في لحنه *** تقاصر فاحتار ماذا يقول ؟
و قد بلغ السيلُ حدّ الزبى *** و مدحُك ساد الربا و الحقول
” أبا الفضل ” يا سُلوتي و المنى *** و يا مؤنسي في الدّجى لو يطول
سألتك يا من أزاح العنا *** لينداح عن وجه ابن البتول
و يا من تكفّلت ضيم النسا *** وأسعدتَها في الزمان المهول
و رايات عزّك أعلنتها *** بعزم أبيّ فتيّ صؤول
و وجهك مثل السنا ضاحك *** إذا دقّت الحربُ منها الطبول
ستلقاك “عبّاس” أحلامها *** جريء الخطى لا يهابُ الوغول
تجدّل فرسانها و القنا *** تفرّق ركبانها و الخيولْ
فيا أيها البدرُ إشراقُه *** تعالى فلا يعتريه الأفول
و يا أيها النفح لا ينقضي *** و لا يبلغ الزهرُ منه الذبول
سألتك بالروح في بذلها *** لدار الكرامة عزّا تؤول
سألتك تشفي نزيفَ الجراح *** و غمّا بعمق الحنايا يجول
و تكتب للوصل أشواقنا *** فتبلغها للضريح الوصول
” أبا الفضل ” يا روض آمالنا *** بمحرابك الطهر يحلو المثول
ألا إنَّ حبّك فوق المدى *** و عشقك فوق الهوى و الميول
فقد كنت للشعر ربّانه *** و نجواك تشتاق منك القبول