حتى مطلع الفجر

الفقرة الأولى – اناجي ليلة القدر
سلامٌ يا أبا الشيب الخضيبِ
سلامٌ يا أبا الخد التريبِ
حسين .. حسين
اُناجي ليلة القدرِ *** بعام المِحنة الأعمى
أكانت حينها تدري *** بهذي الليلة العظمى
هل حاطت بِما يجري ..
من ما حل في العشرِ ..
و المظلوم و الحوراء *** أبكو ليل عاشوراء
حتى مطلع الفجرِ ..
سلامٌ لم يكن فيها *** ولا أمنٌ من الذعرِ
و أمرٌ بين عينيها *** خفيٌ واضح السرِ
هذي ليلة النحرِ ..
لا تُزلوا بالشهرِ ..
دهرُ هذه الليلات *** فيها قُدرت ثورات
لم تخطر على القدرِ ..
أيا ليلةً ما *** جرت في أي بالٍ
جرت لكن كوهمٍ *** و نسجٍ من خيالِ
حسينٌ و زينب *** و سمع الليالي
وداعٌ سيكتب *** بخصر المعالي
و صوتٌ تداعى ..
وداعاً وداعا ..
أيا اُختاه بوحي *** و قولي ما لديكِ
فإني عن قريبٍ *** مُجافٍ ناظريكِ
فصبراً جملاً *** و عُذراً إليكِ
عليَ الرحيلُ *** و حِملي عليكِ
و كوني دِفاعا ..
وداعاً وداعا ..
أعينيني يَبنت الزهراء *** على البلوى أعينيني
و أحييني عفةً صبرا *** فعن صبحٍ ستبكيني
و بعدي لا تخمشي خداً *** و بالبوغاء تدميني
أنا جيبٌ لكِ في الأرزاء *** حذاري لا تشقيني
و كوني لي آية الخُلدِ
مَدى الدنيا يَبنت الحمدِ
و لا تُبدي حسرةً بعدي
و شُقي في قلبكِ لحدي
فناحت من هذه النُدبة *** أخي من ذا يُباريني
و هل صبرٌ للذي يأتي *** و ما يجري على عيني
و هل أنسى أن لي قلبً *** على ذكراكِ يلقيني
و من يدري بأسى زينب *** و من في الروع يأويني
بما أخفي يا أخي همي
و من يُطفي حُرقة الدمِ
على روحي جِئت بالسُمِ
أعينيني آه يا اُمي
الفقرة الثانية – مشيت لمصرعك يحسين
سلامٌ يا أبا الشيب الخضيبِ
سلامٌ يا أبا الخد التريبِ
حسين .. حسين
مشيت لمصرعك يَحسين *** و مشى كتاب الله بآثارك
و كل سورة تهل العين *** و صدرها تلطمه بنارك
و كل آية من القُرآن ..
تبﭽي بحسرة يالعطشان ..
و تنسخ منها كل رحمة *** عَلي فعلته الأمة
و تتمرغ على التربان ..
وحيد و ما إلك ناصر *** غريب و مَصعب الغربة
طبيب و تكسر الخاطر *** اشطبيبه اليذبحه طبه
ما عِندك أحد يَحسين ..
تِنهض لك أنصارك وين ..
إﮔطع رجوتك منها *** و بحسرتك ﭼفنها
فرﮒ يا غريب البين ..
و سلم لله أمره *** و ﮔرب من نحيله
عطش لاهب في صدره *** و أعاديه حايطينه
سبايا في باله *** و يتامى في عينه
و تأمل في حاله *** عسى الله يعينه
و زادت جِراحه ..
و غَرَب جناحه ..
ظُمى يسعر في نحره *** و خَلِﮓ مستفردينه
و حجر صوَب يا حسره *** رسول الله بجبينه
و تجارت دمومه *** و نزفَه يتعبه
مسحها بهمومه *** و سهم حل في ﮔللبه
و فره فؤاده ..
و وﮔع من جواده ..
و جِذب ونه صوته إلمنه *** وﮔع في مسمع سكينه
و بِﭽت عمه و يشل همه *** و شِلي زيَد ونينه
إلى الخيمة سيَب حريمه *** يَعمه وا لدي وينه
عِلى نحبة شِليذي بﮕللبه *** دﮔوم السا عة نعينه
و لِفت زينب و الأسى تجره
يالمغرَب وين هلزفره
يَهل تنحب رد على الحوره
إجت لك يا مُهجت الزهرا
و بِدا نوره بناظر الحورة *** و لكنه في أي حاله
على الغبرة طاغي بصدره *** يَولي واطي بنعاله
ألف حسرة سيفه بنحره *** يحز المصطفى و آله
و بِﭽت ذهله يا شمر خله *** و لو تذبحني بداله
و لكنه مابَه مروه
و على الخوه حسر الخوه
و ما ظني بالسمع ﮔوه
نﮕول الي بنحره شسوى
الفقرة الثالثة – رجع مهرك من سنينه
سلامٌ يا أبا الشيب الخضيبِ
سلامٌ يا أبا الخد التريبِ
حسين .. حسين
رِجع مُهرك من سنينه *** يلف الدنيا بالمقتل
و من لحظتنا للعاشر *** رجعنا بطيحتك نِصهل
يَحسين بضِمايرنا ..
صِحنا بيك آمنا ..
لا صيحة عواطِف هاي *** لا فِكرة و مجرد راي
هذي من مبادئنا ..
وصلنا و الحِزن بعده *** يجر أذياله للمصرع
و كِل ما وسع حدوده *** صبرنا جرحك توسع
و على التل تِزاحمنا ..
و بالهفه تِراكمنا ..
أرواح و مُهج و ﮔللوب *** بالحسرة نِشِﮓ جيوب
و نموت بكثر همنا ..
إذا حي إنته يَحسين *** بعجل إنهض إلينا
ترى المحنة دَهتنا *** بغصص هِجمت علينا
يتامى أيامى *** على ﮔللبك نهون
شيداويك و نِرويك *** بدمعنا بالعيون
يا عطشان يا محروم ..
يا مذبوح يا مظلوم ..
إلك ونينا بس من *** سمعناك إنته ونيت
من الي يحن علينا *** إذا ما ﮔمت و حنيت
يالجروح يا مذبوح *** مشاعرنا تِنحب
بالبرور أسى ندور *** و تجمعنا زينب
و زينب في حيرة ..
بهضمها كسيره ..
أسف يَحسين آه يا نور العين *** علينا فاتت النُصرة
و بﮕى علينا يالولي نِبﭽي *** و نصب العبرة عالعبرة
أسف و الروح وِدها يالمذبوح *** يفتها الموت ألف مرة
و كل ﮔطرة تجري بالطوفان *** و لا تنصب إلك ﮔطرة
عن الغبرة وسفه ما شلناك
يَجسم حسين لا ولا غسلناك
و لو وِدنا نِنجدل وياك
و تغسلنا يالولي بدماك
تِسلبنا و بالألم ذِبنا *** و علينا بعدك الهم دار
نِفر لاوين من بعد الحسين *** بندمنا و الوجع و النار
نِروح شلون يا نظر العيون *** في وِليت هَلعدى الأشرار
و نِظل بعدك نبﭽي عالبعدك *** و تبﭽي علينا الأقدار
ترى الدنيا تصعب بلياك
نِضِج يا ريت مِتنا من فرﮔاك
و لا عِشنا لحظة بين عداك
يا تاركنا و إحنا في ذكراك
الفقرة الرابعة – مع جراحك نزفنا الروح
سلامٌ يا أبا الشيب الخضيبِ
سلامٌ يا أبا الخد التريبِ
حسين .. حسين
مع جراحك نزفنا الروح *** ﮔبلل ما نِسﭽب الدمعة
و زحفنا لﮕللبك المذبوح *** بﮕللبنا الجازع نودعه
يَحسين إنته في دمنا ..
بُونا و كربلاء اُمنا ..
إحنا و كِل دِما مهدور *** و كل طعنة و جِرح و نحور
صِحنا بيك آمنا ..
سمعنا الصيحة لبينا *** و كل ميت نفض ﮔبره
و مِن أصلاب الزمن جينا *** نِذِب عن مُهجة الزهرا
الجن و الإنس تِفداك ..
و تلبي لك الأملاك ..
لبت يا أبا الأحرار *** حتى الجنة حتى النار
و حارت من فِعال أعداك ..
و يوم إلي وصلناه *** و ودنا نحامي عنه
على الغبرة لﮕيناه *** و دمه يجري منه
و سهمه في ﮔللبه *** يشده و يلمه
و من ظهره ذبه *** و ﮔللبه في سهمه
ياليته بﮕللبنا ..
يا شمعة دربنا ..
رِحِت عنا يا مظلوم *** و ساعة مَمهلِتنا
و شِلي توفي الدموم *** بعد ما فارﮔِتنا
يا وسفه على حسين *** إله ما حضرنا
شينشف دم العين *** و رزيته عِمتنا
عمرنا فِدا لك ..
و نَحَرنا بدالك ..
تحسرنا لو تحسرنا *** شيداوي المات و شيفيده
تفطرنا لو تفطرنا *** و شيرد الفات و شيعيده
إلك جمرة في مناحرنا *** و كلما نروحه عالإيده
و إلك ونة في ضمايرنا *** و جرح للمَحشر نعيده
يالموسد بالثرى خده
ولا شِفنا أي هَنا بعده
لو تشوفه منجدل أمه
لو ينظره بالترب جده
شِصبرنا شِليرجعنا *** مَجينا كَربلا نجرع
تحررنا من مواجعنا *** مَجينا حَتى نِتوجع
يا والينا يالتوادعنا *** مهو بهلحا له نتودع
و نريد إحنا نِنجدل وياك *** و مصرعنا على المصرع
و لو وِدنا نِنشطر شِطرين
و لو عندنا والله مو عمرين
يَبو اليمه لو لِنا أعمار
نِقدمها فِدوى لك يَحسين
إلك كل يوم ونة بصدر أحبابك
إلك كل يوم ونة بصدر أحبابك
على مصابك و لا أعظم من مصابك
على عتابك وﮔفنا نجدد الدمعة *** ياريت تصير هامش صفحة بكتابك
وﮔفنا بباب جرحك نلطم بصدره *** عسى يفتح علينا أوسع أبوابك
نموت من التعب لكن نريد نموت *** لأن الموت أول درس طلابك
حسين و ياهو فينا الما يحب حسين *** يَمذبوح الكرامة موسد ترابك
نحبك نور متوذر على الغبرة *** تشوفه الناس دم ينزف من صوابك
نحبك نسخة من الكتاب متهشمة *** في صورة صدر متهشم و لا عابك
نحبك نسخة من الكتاب متهشمة *** في صورة صدر متهشم و لا عابك
أبد يَحسين ما شِفتك طحت عالﮕاع *** ولا بسمعي ونينك مر ولا عتابك
شِفِت عالم نهض من طيحتك يَحسين *** و سمعت الكون ضل يردد خطابك
أمسى المسا – شكاية زينب وقد أظلم الليل
شكاية زينب وقد أظلم الليل
أمسى المسا والنّار ما خلّت لنا خيام *** صيوان ماظل تلتجي بظلّه هالايتام
أقبل عليّ الليل و ازدادت الوحشه *** ما شوف غير ايتام تتصارخ بْدَهشه
وشيخ العشيره حسين ماحد شال نعشه *** مطروح و بْجَنْبه علي الاكبر و جسّام
عبّاس عندي البارحه ايحوط الصّواوين *** يامر و ينهى واخوته كلهم مسلحين
والخيل مسروجه و اهلها مستعدّين *** مصغين للصايح ولا منهم جفن نام
وحسين من يسمع بجا بخيمه دخلها *** يسلّي الحرمه وياخذ بصدره طفلها
وباتت خيمنا مطنّبه و تزهر بهلها *** وصيوان اخوي حسين حوله ترفرف اعلام
واصبحت وشْبول الهواشم حولي وقوف *** و امسيت مالي اقناع و اتْستَّر بلجفوف
ويّا يتامى اقلوبها طارت من الخوف *** وين المعزّه اُو وين زهوة ذيج ليّام
أصبحت حولي سْباع و امسيت اصفج الكف *** و انظر جنايزهم عرايا بعرصة الطّف
باجر يركبونا الاعادي اجمال عجّف *** دربٍ طويل ونبتلي بعدوان ظلاّم
قلها علي السجّاد يا عمّه شجاني *** حالج وانا مقدر اتحرّك من مكاني
صاحت يَنور العين عتبي اعلى زماني *** إللي علي الكرّار ابوها اشلون تنضام
و الاّ المصيبه ضجّة الايتام حولي *** الوعد الصّبح جان العدا شدّوا ذلولي
و اعظم مصيبه جان قاد الجمل خولي *** وساعة القشره جان راح الظّعن للشّام