(فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة: 5
يُلاحظ في هذه الآية أربعة أوامر صارمة صادرة في شأن المشركين «إيصاد الطرق بوجههم، محاصرتهم، أسرهم، ثم قتلهم» وظاهر النص أنّ الأمور الأربعة ليست على نحوالتخيير، بل ينبغي ملاحظة الظروف والمحيط والزمان والمكان والأشخاص والعمل بما يناسب هذه الأمور، فلو كان في الأسر والمحاصرة وإيصاد السبيل بوجه المشركين الكفاية فيها، وإلّا فلا محيص عن قتالهم.
وهذه الشدّة متناغمة ومتوائمة مع منهج الإسلام وخطته في إزالة الوثنية وقلعها من جذورها، وكما أشرنا إلى ذلك سلفاً، فإن حرية الإعتقاد «أي عدم إكراه أهل الأديان الأخرى على قبول الإسلام» تنحصر في أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ولا تشمل عبدة الأوثان … وهذه الشدّة والقوّة والصرامة لا تعني سدّ الطريق-طريق الرجوع نحوالتوبة- بوجههم، بل لهم أن يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى سبيل الحق. تفسير الأمثل ج5 ص535.